"إسرائيل" والإمارات العربية المتحدة تعملان معا للقضاء على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) دون حل قضية اللاجئين.
العمل في هذا الصدد يجري منذ أن أعلنت الإمارات تطبيع علاقاتها مع دولة الاحتلال في أغسطس 2020.
على الرغم من كون الإمارات مصدرا رئيسيا لتمويل الوكالة في عامي 2018 و 2019 إلى جانب قطر والسعودية لتعويض وقف التمويل الأمريكي الذي أقره دونالد ترامب والذي جعل الوكالة على شفا الإفلاس.
تتبنى دولة الإمارات العربية المتحدة مواقف مبدئية واضحة تجاه فلسطين، أولاً كقضية سياسية وثانياً كقضية إنسانية. فهي داعم دائم لحقوق الشعب الفلسطيني في استعادة حريته وإنهاء الاحتلال لأرضه، وهي كذلك تدعم صموده من خلال المساعدات المالية والإنسانية، انطلاقاً من مبادئها الدينية والقومية والإنسانية.
لقد وضعت الإمارات قضية فلسطين على رأس برامجها الإنسانية الرامية إلى تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ودعم احتياجاته الأساسية. وهي تحتل المرتبة الرابعة بين أكبر 10 دول داعمة مالياً لدولة فلسطين منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994. واستناداً إلى معطيات فلسطينية، قدّمت الإمارات مساعدات بقيمة 2 مليار و104 ملايين دولار أمريكي للشعب الفلسطيني منذ قيام السلطة الفلسطينية.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الإمارات، إضافة إلى كونها واحدة من أكبر الجهات المانحة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فإنها ساهمت بأكثر من 828.2 مليون دولار من 2013 إلى أبريل 2020 لتمويل مختلف القطاعات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
مكافحة «كورونا»
وكانت آخر المساعدات الإماراتية لفلسطين، الثلاثاء الماضي، حيث أعلنت الدولة إرسال إمدادات طبية عاجلة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لدعم الجهود الرامية لاحتواء فيروس «كورونا»، والتخفيف من أثره على الشعب الفلسطيني. وشملت الإمدادات مستلزمات الحماية الشخصية ومعدات طبية، إضافة إلى 10 من أجهزة التنفس الاصطناعي التي تشتد الحاجة إليها في الوقت الراهن.
ولاقت هذه المساعدات ترحيباً أممياً، حيث عدها مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، أنها تتماشى مع خطة الاستجابة للمنظمة الدولية لمواجهة الوباء في فلسطين. ووجّه الشكر لدولة الإمارات، وأعرب عن امتنانه لإرسالها هذه المساعدات لدعم الجهود الرامية لاحتواء الوباء، والتخفيف من أثره في الشعب الفلسطيني، كما أشاد بدعمها المتواصل له.
دعم صادق
وأكد القيادي المقدسي في حركة «فتح»، ديمتري دلياني، أن المساعدات الطبية التي قدمتها الإمارات للشعب الفلسطيني أتت ضمن خطة الاستجابة لاحتواء وباء «كورونا»، والتي وضعتها السلطة الوطنية الفلسطينية والأمم المتحدة. وأشار إلى أن ما يميز المساعدات المقدمة من الإمارات العربية المتحدة إلى الشعب الفلسطيني، أنها صادقة وغير مشروطة سياسياً.
وأوضح، عضو المجلس الثوري لحركة فتح في تصريحات صحافية أن «دعم الإمارات للشعب الفلسطيني دعم صادق وغير مشروط سياسياً، ونابع من الإحساس بواجب قومي وفي سياق التضامن والمساندة العربية»، إذ إن فلسطين بالنسبة للإمارات هي قضية القيادة والشعب، وهذا ما تم التعبير عنه في أكثر من مناسبة.
الدعم السياسي للقضية الفلسطينية يسير بالتوازي مع المساعدات الإنسانية لأن هذين المجالين يكمل أحدهما الآخر، إذ إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جانب الاحتلال يستحق من الأشقاء والأصدقاء موقفاً داعماً يستند لمبدأ الحقوق ولشرعة الأمم المتحدة ومواثيقها.
وعلى مستوى المساعدات، فإنها تتوزع ما بين دعم لميزانية السلطة الفلسطينية ومشاريع بنية تحتية وكذلك دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
دور فعال
وفي السياق قال عدنان أبو حسنة الناطق باسم الوكالة، إن الإمارات ساهمت بدور كبير وفعال في إنقاذ أونروا من أزمتها المالية. وذكر، في حديث لقناة «الغد» الفضائية، أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، تقدمت الإمارات لإنقاذ ميزانية أونروا بعد أن قطعت الولايات المتحدة الأمريكية مساعداتها عن أونروا، حيث تقدمت الإمارات ودفعت 50 مليون دولار.
أبو حسنة أوضح في تصريحات صحافية في ديسمبر الماضي أن «أونروا» من خلال الدعم الإماراتي تولي اهتماماً بالعملية التعليمية، وأن الإمارات توجه دعمها إلى العملية التعليمية لأنها هي الأساس في البرنامج، والإمارات هي من ابتكرت فكرة تبني المدارس. ووصف العلاقة بين دول الإمارات و«أونروا» بأنها شراكة استراتيجية تاريخية، بدأتها الإمارات منذ إعمار مخيم جنين في الضفة الغربية عام 2002 – 2003، عندما دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي المخيم وأعادت الإمارات إعماره.
دعم متواصل
وفي يونيو العام الماضي، أكدت الإمارات مواصلة دعمها «أونروا» معربة عن تطلعها لرؤية المزيد من الوسائل الدولية المبتكرة لتمويلها. جاء ذلك في بيان أدلى به سعود حمد الشامسي، نائب المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، خلال الاجتماع الخاص الذي عقدته لجنة الجمعية العامة المخصصة لإعلان التبرعات لوكالة (أونروا) في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، حيث أكد أن التزام الدولة تجاه الوكالة ينطلق من التزامها الدائم والتاريخي تجاه الشعب الفلسطيني.
وذكّر الشامسي بالمساهمة الإضافية التي قدمتها الإمارات عام 2018، والتي تزيد قيمتها على 50 مليون دولار، لتصبح دولة الإمارات سادس أكبر مانح للوكالة نهاية هذا العام الماضي. منوهاً إلى أن هذه المساهمة ساعدت على مواصلة البرامج التعليمية لمئات المدارس التابعة للوكالة.
وأيضاً على دعم البرامج الصحية والغذائية التي تقدمها الوكالة. وذكّر أيضاً بمساهمة الإمارات بقيمة 2 مليون دولار لتمويل الوقود لمحطات الكهرباء لدعم المستشفيات في قطاع غزة. وكشف أيضاً عن تقديم الدولة عبر مؤسساتها الرائدة نحو 364 مليون دولار كمساعدات إنسانية وتنموية وغذائية للشعب الفلسطيني خلال عامي 2017 و2018.
تعليق