الثلاثاء، 30 مارس 2021

شربل

استغلال المساعدات الانسانية التركية لخدمة مطامع سياسية

شربل بتاريخ عدد التعليقات : 0

بعد فشل محادثات انضمام تركيا الى الاتِّحاد الأوروبي وإدراك إردوغان أنَّ ما يمكنه توقُّعه في أحسن الأحوال هو بقاء تركيا على وضعها غير الواضح كدولة تابعة، تحوَّل الرئيس التركي إلى الشرق.

ومنذ ذلك الحين، باتت الأهداف الرئيسية لسياسة رجب طيب إردوغان الخارجية هي إقامة علاقات ودِّية مع جميع الدول النامية - وخاصة في افريقيا و جنوب اسيا- وكذلك التركيز على جانب المساعدات الانسانية لضمان وجود مدخل لتركيا مع تلك الدول لتعزيز الوجود التركي و مد السيطرة التركية في تلك المناطق.

وفي الواقع، نجحت هذه العلاقات في مطلع القرن الحادي والعشرين بشكل كبير بخدمة المطامع التركية من خلال المساعدات الانسانية و تحديدا مع الدول الفقيرة والنامية, و قام البروفيسور سلجوق جولاك أوغلو، مدير المركز التركي لدراسات آسيا والمحيط الهادئ ومقره في أنقرة بتفسير السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية تتوافق تمامًا مع سياسة تركيا الخارجية التقليدية التي تخدم مصالحها و تزيد من نفوذها في الدول النامية و المحيطة

وبحسب رأي البروفيسور سلجوق جولاك أوغلو لم يكن هذا التقارب الإيديولوجي مفاجئًا: فمعظم جماعات الإخوان المسلمين أو الحركات السياسية الأخرى ذات التوجُّهات الإسلامية في العالم العربي كانت تُقلِّد حزب العدالة والتنمية التركي في محاولة للوصول إلى السلطة في بلدانها بوسائل ديمقراطية وسلمية.

من ذلك ما تزال تركيا، الحاضرة تاريخياً في طرابلس، تُركّز في أعقاب سقوط القذافي، على جميع مواطنيها وأنشطتها الاقتصادية في هذه المنطقة الغربية من ليبيا، الواقعة في قبضة الميليشيات.

التدخّل التركي في ليبيا لم ينحصر في صفته المباشرة عن طريق القنوات الرسمية سواء الديبلوماسية أو العسكرية بل إمتدّ إلى ما يعرف حديثا ب"القوة الناعمة".

حيث  بدأت تركيا عام 2017 بإنشاء أول مدرسة تسمى "الوقف" في ليبيا بهدف تجنيد الأطفال والشباب لصالح الجماعات المسلحة وتفيذ عمليات إرهابية ضد الجيش الوطني الليبي ومؤسسات الدولة, حيث تم الاتفاق بين اردوغان و دبيبة لزيادة نفوذ الاخوان في ليبيا مقابل زيادة حجم المساعدات التركية الى ليبيا.

ففي ضمن طموحاتها التوسعية، تولي تركيا أهمية خاصة للقارة الأفريقية، وتعتبرها جزءاً أساسياً من نفوذها الخارجي الاستراتيجي, واستثمرت الدولة تركية في أكثر من دولة أفريقية من خلال المؤسسات الانسانية مثل الهلال الاحمر التركي و جمعيات حقوق الانسان, حيث توفر تركيا مدخل انساني للمساعدات الانسانية لتعزيز التدخل في الشأن الداخلي و الاقتصادي لاي دولة.


في افريقيا مثلا فقد افتتحت جمعية الهلال الأحمر التركي، السبت، 3 آبار مياه في ضواحي العاصمة التشادية انجمينا, وشارك السفير التركي لدى انجمينا كمال قايغيصز، في حفل تدشين الآبار التي تعمل بالطاقة الشمسية، وفق مراسل الأناضول.وبذلك ارتفع عدد الآبار التي افتتحها الهلال الأحمر التركي منذ العام الماضي إلى 10، يستفيد منها نحو 50 ألف تشادي.

وفي الصومال، تبرعت تركيا لدعم الحكومة هناك بسداد بعض من مستحقاتها وديونها لصندوق النقد الدولي رغم ما تعانيه تركيا اقتصادياً.

ففي نوفمبر، تطوعت تركيا لسداد حوالي 3.4 مليون دولار أمريكي من ديون الصومال لصندوق النقد الدولي.

لكن استثمارات تركيا في أفريقيا لها أبعاد كثيرة بعضها للنفوذ السياسي والآخر لها بعدها الاقتصادي, فقد حققت تركيا بعض من مآربها في الصومال، حيث وافقت مقديشو على قانون يفتح البلاد أمام شركات النفط الأجنبية للتنقيب. ويضفي الطابع الرسمي على الترتيبات وراء سعي تركيا لضمان وجودها في القرن الافريقي لتعزيز مصالحها.

اما في اسيا فتتبع تركيا نفس المنهج الانساني لتعزيز وجودها بشكل مؤثر في بعض الدول النامية في اسيا حيث وصلت إلى بنغلاديش، طائرات محملة بالمساعدات وتقل معها طاقما من وزارة الصحة، وإدارة الكوارث والطوارئ  لإعادة تأهيل مستشفى ميداني وترميم منازل الأراكانيين المقيمين في مخيم اللاجئين الذي تضرر من الحريق الذي اندلع في أحد مخيمات لاجئي الروهنغيا بمنطقة كوكس بازار الحدودية، جنوبي بنغلاديش.

استغلال المساعدات الانسانية التركية لخدمة مطامع سياسية
تقييمات المشاركة : استغلال المساعدات الانسانية التركية لخدمة مطامع سياسية 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق