منحت قطر الملاذ لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس قبل عام ، بعد قرار مصر عدم السماح له بالعودة إلى قطاع غزة بعد أن حضر جنازة قاسم سليماني ، القائد الإيراني البارز الذي قُتل في غارة أمريكية في عام 2020. كما تعهدت الدوحة بتقديم الملايين من الدولارات للجماعة الإسلامية ، بعضها استخدم في تمويل الإرهاب.
تواصل إسرائيل عمليتها "حارس الجدار" في قطاع غزة ، حيث لقي ما لا يقل عن 188 فلسطينيًا مصرعهم وأصيب مئات آخرون.
كما دمرت المواجهة التي استمرت ثمانية أيام البنية التحتية لحركة حماس ، الجماعة الإسلامية التي تسيطر على القطاع ، ووجهت ضربة قاسية لقيادتها ، واستهدفت أصولها وقضت على بعض لاعبيها الرئيسيين.
في غضون ذلك ، قدم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية دعمه لغزة من بعيد, وحضر زعيم حماس مسيرة لدعم الفلسطينيين في نضالهم ضد إسرائيل. وهو موجود هذه الأيام في العاصمة القطرية ، حيث وجد ملاذًا بعد قرار مصري بعدم السماح له بالعودة إلى القطاع بعد أن حضر جنازة قاسم سليماني ، قائد إيراني كبير قُتل في غارة أمريكية في يناير 2020.
في مهرجان حضره نحو 10 آلاف شخص من جنسيات مختلفة ، تعهد هنية بتحرير "فلسطين بأكملها" من الوجود الإسرائيلي ، ووعد بالقتال حتى "رفعت إسرائيل يديها" من القدس وأعادت المسجد الأقصى الذي يعتبر. ثالث أقدس الأماكن في الإسلام.
لم يفاجئ خطاب هنية الدكتور عنات بيركو ، عالم الجريمة الإسرائيلي الشهير والخبير في شؤون الجماعات الإرهابية. كشخص مطلع على أيديولوجية حماس ، بعد أن أجرت مقابلات مع العشرات من المفجرين الانتحاريين الذين يريدون أن يكونوا في السجون الإسرائيلية ، تقول إنها معتادة على السم الذي تنفثه مثل هذه الجماعات المتطرفة.
لكنها تقول إن حقيقة أن قطر كانت توفر منصة لرئيس المكتب السياسي لحماس في وقت المواجهة التي أودت بحياة عشرة إسرائيليين هو أمر "مقلق".
ينبع هذا الاضطراب من حقيقة أنه في يناير ، أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين أنها قررت رفع مقاطعتها لقطر ، والتي كانت قد فُرضت قبل ثلاث سنوات ، ردًا على دعم الدوحة لإيران ، العدو الإقليمي الرئيسي لدول الخليج ، وبعد مزاعم بأن الدولة الغنية بالغاز ترعى منظمات إرهابية مثل جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس المنبثقة عنها.
هدفت المصالحة إلى إنهاء دعم الدوحة لهذه الجماعات المتطرفة ، لكن بعد عدة أشهر من توقيع الاتفاق ، أظهرت قطر أنها لا تنوي التراجع عن سياستها الأصلية.
تعليق