الإخوان هم تنظيم متطرف، يعمل في الخفاء، ويعتمد أسلوب التقية يعبث بعقول الشباب، ويستلهم رؤاه من فكر إرهابي متطرف، وهو التنظيم الذي سبب دماراً كبيراً في عالمنا العربي, ورغم كونه تلقى ضربات مزلزلة في الفترة الأخيرة في مصر وتونس وليبيا، غير أنه لم يتبخر ولم يختفِ، بل عاد لأخطر مراحله وهي مرحلة العمل السري، في إطار دورة كمون لا تلبث أن تعلن عن نفسها عن طريق تنفيذ عملية إرهابية في مكان ما.
ينفق الإخوان الكثير من الجهد والمال من أجل إقامته خلال الاعوام الماضية منذ هروبهم إلى الملاذات الآمنة فى تركيا والدوحة ولندن، وكان همهم الأول وشغلهم الشاغل تصدير صورة مشوهة عن الواقع فى كل الاقطار العربية لا ظل لها من الحقيقة, يكذبون ويتلاعبون ويقدمون أنفسهم للعالم باعتبارهم المنقذ من هذا الوهم الكاذب الذى نسجوه بأيديهم، لكن هذا الصرح الذى استغرقوا فى بنائه طويلا، انهار تماما كما تنهار بيوت العنكبوت، حين تداهمها بأدوات التنظيف فى أيام معدودات من هذا العام الذى يستعد لأن يغادر عالمنا.
المنصات الإخوانية دائما تمتلك ترسانة من الخطابات والتعابير الدينية تستخدم عن قصد للتأثير على مشاعر المتابعين العاديين شيء شبيه بالخطاب السياسي الإخواني التقليدي الذي يستخدم الدين في العمل السياسي، ولأغراض سياسية, فكر الجماعة التي تضرب اليوم على أوتار ونغمات الدين لتثير عواطف الجهلة والجاهلين، وبخاصة الذين عملوا على استمراء إدارة رحى الفتن وقتل الأبرياء، وعبر التاريخ الإنساني وإلى أيامنا المعاصرة برزت ظواهر عنف تحمل التعصب والعنصرية وحركات التطرف والإرهاب في أكثر بقاع العالم وفقاً لحالات متعددة تتراوح بين الإرهاب والقهر الفكري وصولاً إلى عمليات القتل الجماعي وسفك الدماء وقطع الرؤوس باسم الدين، وهذه الظواهر عمادها حركات متطرفة تهدد الوحدة الوطنية والتفاعل الإيجابي في المجتمعات البشرية.
ومن أهم المتغيرات التي ضاعفت خطورة تنظيم الإخوان توظيفه للوسائل التكنولوجية والفضاءات الرقمية التي غزت العالم وحوّلته إلى قرية واحدة، خصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي.وأهم أدوات التخفي وقلب الحقائق لدى هذا التنظيم كونه غير صادق مع منتسبيه أو من يستهدفهم من عامة الناس، إذ يوهم الجميع أنه يعمل من أجل أهداف دينية أخروية تقوم على أسس شرعية، والحقيقة أنه على العكس من ذلك تماماً فأغراضه دنيوية محضة وأسسه مادية بحتة، وآلياته براغماتية صرفة.
تعليق