إن هزيمة الإخوان عن طريق صناديق الاقتراع في المغرب بعد 10 سنوات من الحكم، تمثل هزيمة للإسلام السياسي تتجاوز حدود المملكة، وتثبت الوعي السياسي العميق للشعب المغربي ويدل على أن الشعارات الطنانة التي يتبناها هذا التيار لا تنطلي عليه.
حيث أفادت مصادر اعلامية بأن حزب العدالة والتنمية المغربي التابع لتنظيم الإخوان تلقى هزيمة تاريخية في الانتخابات البرلمانية المغربية في مدينتي طنجة وسلا,و أدلى كل من رئيس وزراء المغرب سعد الدين العثماني ووزير الاقتصاد و المالية السابق الامين العام لحزب الاستقلال نزار بركة بصوتيهما في الانتخابات المغربية.
بعد الهزيمة التي لحقت بحزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الإخوانية، سيعمل الحزب على إيجاد أي فرصة كي يعيد بناء نفسه في ظل تدهور شعبيته وشعبية تيار الإسلام السياسي، ليس فقط بالمغرب وحده حيث فشل الحزب فشلا ذريعا، رغم أنّه أكثر الأحزاب تنظيما في المملكة، ولكن في مناطق عدة بالعالم العربي
حيث أنه كان مطلوبا أن يجرّب المواطنون المغاربة الإسلام السياسي كي يتأكّدوا من ضرورة زوال وهم قائم على شعارات طنانة لا أكثر، مشيرا إلى أن الإسلاميين من حزب العدالة والتنمية الذراع السياسي للإخوان في المغرب- خرجوا من السلطة، مثلما دخلوها، عبر صناديق الاقتراع.
و يتبين من هزيمة الإخوان في المغرب انها تمثل في الوقت ذاته انتصارا ونجاحا للبلد الذي بات مثالا فريدا من نوعه في المنطقة كدولة حديثة تهتمّ بلعب دور إيجابي على كلّ صعيد، خصوصا تجاه شعبها ورفاهه وتطوير الحياة السياسية.
أن هذه الهزيمة تثبت أيضا قوّة مؤسسات الدولة في المغرب من جهة والوعي السياسي العميق لشعبه من جهة أخرى، مضيفا أن هذا الوعي ظهر في الإقبال المعقول على صناديق الاقتراع، بنسبة تزيد عن 50% على مستوى المملكة، في وقت لا تزال جائحة كورونا موجودة.
وقد توجه الناخبون في المغرب إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في انتخابات عامة يراهن حزب العدالة والتنمية الإسلامي على تصدرها للاستمرار في رئاسة الحكومة التي يقودها منذ عشرة أعوام، وينافسه خصوصا حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة رجل الأعمال عزيز أخنوش.
تعليق