كشفت تقارير رفيعة المستوى بقيام الحكومة التركية بعمليات التجسس على معارضيها عبر سفاراتها وقنصلياتها في دول مختلفة، كان أحدثها تلك التي جرت في بريطانيا, وتضمنت الوثائق السرية، التي تحمل أرقاما سرية، أسماء شخصيات معارضة في الخارجية يسعى أردوغان لسحقهم وتلطيخ سمعتهم من خلال ملاحقتهم انطلاقا من سفارات بلاده وقنصلياتها في بريطانيا.
وأشارت الوثائق التي كشف موقع نورديك مونيتور الاستقصائي إلى عمليات تجسس قامت بها المخابرات التركية بالتنسيق مع سفارة أنقرة في لندن لتحديد أسماء معارضي أردوغان على الأراضي البريطانية, ولم تقتصر علميات الملاحقة التي يقوم بها أردوغان على المعارضين أنفسهم، بل شملت عائلاتهم التي تقيم على الأراضي التركية، في محاولة لابتزازهم.
وطبقًا لقرار صادر عن المدعي بيرول توفان في 11 ديسمبر/كانون الأول عام 2018، فتح مكتب المدعي العام في أنقرة تحقيقًا منفصلًا بشأن 70 تركيا أدرجهم الدبلوماسيون الأتراك في لندن على القائمة دون أدلة قاطعة على ارتكاب أخطاء, وأورد موقع "نورديك مونيتور" في وقت سابق أن حتى الوفاة جراء "كوفيد-19" لا تمنع الأتراك من أن يتعرضوا للتجسس من قبل الدبلوماسيين في لندن، إذ أدرج مواطن تركي متوفى وعائلته ضمن القائمة بالتوازي مع حملة المطاردة الجارية في تركيا.
فقد قامت تلك الأجهزة برفع تقاريرها التجسسية إلى أجهزة القضاء في أنقرة، التي قامت بدورها بتوجيه تهم بالإرهاب ضد عائلات من وردت أسماؤهم في تلك القوائم, واستعرض الموقع الاستقصائي تفاصيل عدة عن الشخصيات التي لا تروق لأردوغان، وجميعهم من الأكاديميين والصحفيين ومنتقدي الرئيس التركي, وقد اضطر هؤلاء المعارضين إلى مغادرة تركيا في ظل حملة القمع خلال الفترة التي تلت محاولة الانقلاب الفاشلة على أردوغان في منتصف عام 2016.
خوف اردوغان من المعارضة التركية في الخارج يأتي بسبب عملية الانتخابات الرئاسية المقرر ان تنعقد في 2023 و قلق لردوغان و حزبه الحاكم من الهزيمة من قبل المعارضة التي تشكل حاليا مصدر قوة كبير قد يعصف بأردوغان من الرئاسة, و تأتي سياسات اردوغان الخارجية و الاقتصادية و تردي الاوضاع المعيشية للشعب التركي و ملفات الفساد من اهم الاسباب التي قد تطيح بأردوغان في الانتخابات القادمة
تعليق