الثلاثاء، 8 فبراير 2022

شربل

قصة مدفع بابا مرزوق الذي تطالب الجزائر باستعادته من فرنسا

شربل بتاريخ عدد التعليقات : 0

مدفع بابا مرزوق

بمجرد أن نجح الأخوان بربروس في طرد الاحتلال الإسباني من السواحل الجزائرية سنة 1516 ومبايعتهما حاكمين للبلاد تحت راية الخلافة العثمانية، بدأ التفكير في كيفية حماية المدينة من الحملات الإسبانية. 

وبعد سنوات من الأخذ والرد توصّل رياس البحر (قادة الفيالق البحرية) إلى قرار بإعادة بناء تحصينات على طول ساحل الجزائر العاصمة، وصنع مدفع ضخم يحميها من الهجمات البحرية. 

وأمر وريث خير الدين بربروس في الحكم، نجله حسن باشا، بصناعة المدفع الحلم الذي سيحمي الجزائر من الغزاة لأكثر من ثلاثة قرون, وفعلاً تم نصبه وسط العاصمة ليكون “فيلق الحق وراجم العدوان”، كما سمّاه الجزائريون وقتها.

اختار حاكم الجزائر لمهمة صُنع المدفع سباكاً من مدينة البندقية، كان يعمل بدار النحاس في الجزائر، وبدأ عمله فوراً حيث وضعت في خدمته كل الإمكانيات تحت تصرفه لصنع درة المدفعية الجزائرية. 

صُنع المدفع من النحاس الخالص، ويبلغ طوله 7 أمتار ووزنه 12 طناً، ويصل مداه 5 كيلومترات وتزن قذائفه 80 كيلوغراماً، وكان هذا المدى وقتها ثورة في مجال المدفعية، حيث كان بإمكان المدفع وحده صد أي عدوان بحري على المدينة.

وصدّ باب مرزوق سنة 1671 الأسطول الفرنسي بقيادة الأميرال دوكان، الذي حاصر الجزائر ولم يستطع الاقتراب من سواحلها بسبب المدفع، ما جعله ينسحب في الأخير ويعود أدراجه وهو يحمل رفقة جنوده الفرنسيين حقداً كبيراً على “فيلق الحق”. 

أطلق الفرنسيون على مدفع بابا مرزوق اسم المدفع القنصلي، وذلك نسبة إلى أن الجزائر تعوّدت قذف قناصلة باريس من فوّهته كلما توترت العلاقات بين البلدين. 

وجاء في كتاب “الحركة الوطنية” لعميد المؤرخين الجزائريين أبو القاسم سعد الله، و”كان الفرنسيون يسمونه (القنصلير) ويرتعدون منه إذا ذكر لهم؛ لأن الجزائريين في الماضي وضعوا في فوهته قنصل فرنسا لوفاشي سنة 1683 وقصفوه إلى البحر، ثم كرّروا ذلك مع خليفة لوفاشي وهو بيول سنة 1688، أثناء قصف دوكيني قائد أسطول لويس الـ14 لمدينة الجزائر”.

قصة مدفع بابا مرزوق الذي تطالب الجزائر باستعادته من فرنسا
تقييمات المشاركة : قصة مدفع بابا مرزوق الذي تطالب الجزائر باستعادته من فرنسا 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق