هناك سؤال ربّما لا يخطر على بال كثير من الأفراد يتعلّق بعلم الاقتصاد، مفاده هل هناك أهميّة لهذا العلم «الاقتصاد» في تحسين حياة الفرد، وهل عليه الاطلاع على هذا العلم ولو بشكل غير مفصّل أو دقيق، وهل على الاقتصاديين «الخبراء والعاملين في المجال الاقتصادي» أن يتقنوا هذا العلم فقط؟ ولا حاجة للآخرين به؟.
بالطبع ليس مطلوباً من الجميع أن يتقنوا علم الاقتصاد بشكل تفصيلي دقيق، هذه ليست مهمّتهم، ولكن في نفس الوقت لا يصح أن يكون الفرد جاهلاً بشكل تام بعلم الاقتصاد لأنّه ببساطة يساعده على أن يفهم ما يجري حوله في محيطه القريب وفي العالم أيضاً، ويساعده أيضاً لتنظيم حياته الاقتصادية ويفهم لماذا تحدث تقلبات الأسعار في السلع والمنتجات التي تديم حياته بشكل مباشر أو تلك التي لا يتعامل معها مباشرة ولكنّها تؤثِّر في حياته تقدّما أو تراجعاً.
يقول مؤلف كتاب «دروس مبسطة في علم الاقتصاد» روبرت ميرفي: «إنّ علم الاقتصاد يتضمن المزيد من الأُمور التي توجهك في حياتك اليومية توجيها علمياً. صحيح أنّ الدراية بعلم الاقتصاد وحدها لن تجعلكَ ثرياً، لكنّني أُراهن أنّ تجاهل دروس هذا الكتاب سيبقيك فقيراً».
هذا يعني أنّك من الممكن أن تفقد فرصاً كثيرة وربّما بعضها يكون كبيراً في تطوير حياتك الاقتصادية «التجارية أو سواها»، والسبب هو أنّك لم تعطِ ما يلزم من الاهتمام والوقت كي تطلّع على علم الاقتصاد ضمن الحدود التي تخدمك، لذلك من المحال على فرد ما أن يفهم كيف يسير العالم وما الذي يجري فيه ما لم يكون مُطّلعا ولو بحدود معيّنة على علم الاقتصاد.
وهذا ما يؤكِّده روبرت ميرفي في قوله: «لن تتمكن من فهم الطريقة التي يسير بها العالم إلّا من خلال فكر اقتصادي سليم». ومن القضايا المهمّة التي تتطلّب مراعاتها والتنبّه لها، أنّ علم الاقتصاد يشكّل عصب العالم، والمجتمع، والفرد، في وقت واحد، وإذا أراد مسؤول كبير أو متوسط المسؤولية أو حتى فرد عادي، أن يتّخذ قراراً سياسياً مهمّاً، أو أمر يتعلّق بمجتمع ما، أو قرار يتعلّق بقضية فردية ذات طابع منزلي، فإنّ عليه أن يكون مطلّعاً على علم الاقتصاد كي تكون قراراته صائبة ومناسبة للخروج بنتائج منسجمة وصحيحة.
تعليق