الأربعاء، 15 مارس 2023

شربل

هل سيعيد الذكاء الاصطناعي أحباءنا إلى الحياة مجددا؟

شربل بتاريخ عدد التعليقات : 0

صور الذكاء الاصطناعي

لطالما راودت فكرة الخلود البيولوجي الإنسان منذ القدم، وأدت هذه الرغبة إلى مجموعة من المحاولات باءت جميعها بالفشل، ولطالما أكد علماء الأنثروبولوجيا الأوائل وجود إيمان راسخ بما سموه الحياة المستقبلية في الثقافات البدائية عبر جمعهم "أدلة مقنعة" حول ذلك، مع اختلاف طرق التصور لطبيعية هذا الوجود المستقبلي.

وفي العصر الحديث طرح مفهوم الخلود من قبل عديد من الأدباء والشعراء والكتاب الذين وصل معظمهم بشكل أو بآخر إلى فكرة أن "الخلود ليس الامتداد في الزمن، بل هو الامتداد في أعماق اللحظة"، كما تقول الروائية فاتحة مرشيد، ثم جاءت التكنولوجيا اليوم بسيل من النظريات والمفاهيم الجديدة التي تروج في مضمونها إلى الخلود بأشكال أخرى.

ففي حين يعرف الخلود بصورة عامة بأنه وجود لا ينتهي أو استمرار للحضور الفكري أو الروحي أو المادي للبشر، تطرح اليوم فكرة الخلود الافتراضي الرقمي بقوة، متراوحة بين الإقبال الشديد والرفض القاطع تبعاً لكل ثقافة ومعتقد. ومن هنا سننطلق في هذا المقال لنوضح كيف يمكن للذكاء الاصطناعي والتطبيقات الجديدة أن يسهم بخلود الأشخاص رقمياً؟ وهل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخفف من ألم الفقد، وأن يتيح لنا شكلاً مقبولاً من أشكال التواصل الافتراضي مع الأحباء المتوفين؟

"ماذا لو كان هناك مكان واحد يمكن أن تعيش فيه كل ذكرياتك إلى الأبد؟"، هكذا يبدأ الفيديو الترويجي لتطبيق "هير أفتر" (HereAfter AI)، ليعلن عن نفسه طارحاً طريقة جديدة لحفظ ومشاركة لحظات حياتك وذكرياتك، أي أصبح بإمكانك إنشاء صورة رمزية افتراضية أو "أفاتار" (avatar) خاص بك ليتحدث ويتفاعل بشكل حي مع أحبائك بعد مغادرتك الحياة.

ويتيح تطبيق "هير أفتر" (HereAfter) المدعوم بالذكاء الاصطناعي، للأشخاص، التحدث إلى أقاربهم المتوفين من خلال إنشاء نماذج افتراضية خاصة بهم، ويسمح لك بصفته تطبيقاً تفاعلياً الاحتفاظ بذكريات معينة معبرة وذات مغزى عن حياتك ومشاركتها بشكل تفاعلي مع الأشخاص الذين تحبهم، إذ يتيح لك طرح أي سؤال حول حياة أي شخص تحبه، وأن تسمع صوته دائماً، وبذلك يحافظ على القصص الثمينة لجميع أفراد الأسرة للاستماع إليها، بحسب موقع الشركة.

ووفقاً لتقرير مجلة "إم أي تي تكنولوجي ريفيو" (MIT Technology Review) العلمية الصادرة عن "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا"، تعمل التقنية من خلال تدريب الذكاء الاصطناعي على الصور والتسجيلات واللقطات الخاصة بالأشخاص المتوفين أخيراً لإنشاء نموذج افتراضي يمكن للآخرين التفاعل معه، إذ يتعرف النموذج على مطلب محدد وينشط إحدى القصص المسجلة مسبقاً من قبل الشخص الذي تستند إليه "الصورة الرمزية" أو "الأفتار الموروث" (legacy avatar).

هل سيعيد الذكاء الاصطناعي أحباءنا إلى الحياة مجددا؟
تقييمات المشاركة : هل سيعيد الذكاء الاصطناعي أحباءنا إلى الحياة مجددا؟ 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق