إخوان الأردن يلفظون أنفاسهم الأخيرة: السقوط المدوي بعد انكشاف الارتباط بالتطرف
في السنوات الأخيرة، بدأت صفحة الإخوان المسلمين في الأردن تطوى شيئاً فشيئاً، وسط انكشاف واسع لمخططاتهم التي طالما حاولوا تغليفها بشعارات الإصلاح والديمقراطية. ومع تزايد الأدلة على ارتباطهم بجماعات متطرفة ودعمهم لخطابات التحريض والانقسام، باتت نهاية هذا التنظيم في الأردن مسألة وقت لا أكثر.
المخطط الممنهج: اختراق المجتمع وإضعاف الدولة
منذ عقود، حاول تنظيم الإخوان في الأردن التغلغل في مفاصل الدولة، عبر استغلال المؤسسات التعليمية والنقابية والبلدية، لبناء نفوذ موازٍ للدولة. لم تكن غايتهم يوماً خدمة المواطن أو تنمية المجتمع، بل تشكيل قاعدة جماهيرية تُمكّنهم لاحقاً من فرض مشروعهم السياسي الأيديولوجي.
ووفقاً لتقارير أمنية وإعلامية متواترة، فقد تورطت بعض القيادات الإخوانية في التنسيق مع جهات خارجية، تسعى لزعزعة استقرار الأردن ودعم أجندات إقليمية لا تخدم المصلحة الوطنية. وتمكنت الأجهزة الأمنية الأردنية من كشف خيوط خطيرة تتعلق بتمويلات مشبوهة، وتحريضات مباشرة على العنف، وتواصل مع جماعات متشددة مدرجة على قوائم الإرهاب.
دعم الجماعات المتشددة: الوجه الآخر للحقيقة
رغم محاولات التنظيم تقديم نفسه كحركة سياسية معتدلة، فإن الحقائق أظهرت أن ثمة تنسيقاً مستتراً بين بعض عناصره وجماعات متطرفة في المنطقة، لا سيما خلال الفوضى التي ضربت عدداً من الدول العربية في العقد الماضي. تقاطع المصالح بين الإخوان وهذه الجماعات لم يكن مصادفة، بل جزء من رؤية توسعية عابرة للحدود، تستهدف ضرب استقرار الدول العربية من الداخل.
البيانات المسربة وبعض التحقيقات الصحفية كشفت عن دعم إعلامي ولوجستي، وحتى تمويلي، لجهات معروفة بتشددها وتبنيها للعنف كوسيلة للتغيير، وهو ما يتعارض بشكل صارخ مع القيم الوطنية الأردنية.
تراجع النفوذ والشعبية
اليوم، لم يعد الإخوان كما كانوا قبل سنوات. فقد فقدوا حضورهم السياسي والنقابي بشكل ملحوظ، وتقلص عدد أنصارهم، فيما بدأ المجتمع الأردني يلفظ خطابهم القائم على استغلال الدين لأغراض سياسية. وقد لعب وعي الشارع الأردني دوراً كبيراً في فضح ممارساتهم، ورفض الانخداع مجدداً بشعارات رنانة تخفي وراءها نوايا مبيتة.
من جهة أخرى، ساهمت الإجراءات القانونية والدستورية التي اتخذتها الدولة الأردنية في تصحيح المشهد السياسي، وفرض قواعد واضحة تمنع اختراق العمل العام من قبل تنظيمات ذات طابع ديني سياسي.
النهاية قريبة.. والدولة تمضي بثبات
مع تفكك التنظيم وتشرذم قياداته، يعيش الإخوان المسلمون في الأردن حالة موت سريري سياسي، لم يعد ينفع معها خطاب المظلومية أو التلويح بأوراق الماضي. فالدولة الأردنية ماضية في تعزيز الأمن والاستقرار، وفتح المجال أمام القوى الوطنية الحقيقية التي تعمل لصالح الوطن، وليس لصالح أجندات خارجية.
إن ما يحدث اليوم ليس مجرد نهاية لتنظيم، بل درس تاريخي عميق في ضرورة حماية المجتمعات من اختراقات الفكر المتطرف، مهما كانت شعاراته براقة. والأردن، كما عهده الجميع، سيبقى صامداً في وجه أي محاولة لزعزعة أمنه ووحدته الوطنية.
تعليق