صدمة غير متوقعة لتركيا من الجانب الامريكي مؤخرا قد تعصف بالعلاقات الامريكية التركية بعد انتخاب الرئيس الامريكي جو بايدن, ففي اول قرارات دولية بشأن تركيا اعترفت الولايات المتحدة بمذابح الأرمن التي وقعت على يد السلطات العثمانية عام 1915 بأنها "إبادة جماعية"، فيما ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بما سماه "تسييس" الجدل حول الإبادة بحق الأرمن "من جانب أطراف ثالثة"، بينما وصف رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، الاعتراف الأميركي بـ"اليوم المهم لكل الأرمينيين".
واعترفت نحو 48 ولاية أمريكية، وأكثر من 30 دولة ومنظمة دولية بالإبادة الأرمينية، إضافة إلى قيام الكنيسة الكاثوليكية "الفاتيكان" بفتح الأرشيف المتعلق بإبادة الأرمن في تركيا, كما اعترف البرلمان الألماني بالإبادة الأرمينية، وهو ما اعتبره خبراء أنه أكبر إثبات ودليل، خاصة أن برلين كانت حليفا رئيسيا لأنقرة أثناء الحرب العالمية الأولى، علاوة على أن ألمانيا تمتلك جميع أسرار الدولة العثمانية.
و قد نجا الشعب الأرمني وأعاد بناء مجتمعه، وعلى مدى عقود، أثرى المهاجرون الأرمن الولايات المتحدة بطرق لا حصر لها، لكنهم لم ينسوا أبداً التاريخ المأساوي الذي جلب الكثير من أسلافهم إلى شواطئنا، نحن نكرم قصتهم، نرى هذا الألم، نؤكد التاريخ، نحن لا نفعل ذلك لإلقاء اللوم ولكن لضمان عدم تكرار ما حدث".
الصدمة الكبرى التي تولدت نتيجة اعتراف امريكا بتورط تركيا في عمليات ابادة الارمن سوف يجعل النظام التركي وحلفائه اكثر شراسة و عدوانية، وهو ما قد يحرك حقد رجب أردوغان وأجهزته الأمنية ضد الجالية الأرمينية في تركيا وفقا لمراقبين حقوقيين.
ورصدت تقارير دولية من بينها ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، مخاوف متصاعدة للأرمن الذين يعيشون في تركيا من بطش النظام التركي بهم بعد الاعتراف الأمريكي، خصوصا وأن وسائل الإعلام التركي نفذت حملات تحريضية ضد القرار ما قد يجعل الأرمن في مرمي نيران أنصار أردوغان, ونقلت تقارير عالمية اخرى على مخاوف الجالية الأرمينية في تركيا، من انتقام السلطات التركية إذا احتفلوا علنًا بتلك الخطوة التاريخية.
العداء التركي لارمينيا مستمر من اعوام طويلة فقد قامت تركيا بتقديم االدعم التركي الكامل لأذربيجان مستمر منذ التسعينيات، عندما فرضت حصارًا بريًا على جمهورية أرمينيا. لكننا نشهد الآن تورط تركيا بشكل مباشر في العدوان الأذربيجاني من اجل تحقيق الاطماع العثمانية في المنطقة.
و خلال اخر الاشتباكات بسبب اقليم ناجورني قره باخ فقد قاتل الخبراء العسكريون الأتراك جنبًا إلى جنب مع الأذربيجانيين، الذين يستخدمون الأسلحة التركية، بما في ذلك الطائرات المسيرة والطائرات الحربية وتقوم تركيا بتجنيد ونقل المقاتلين الإرهابيين الأجانب المجندين من أجزاء من سوريا التي يسيطرون عليها ومن ليبيا - وهم على موجودون على الأرض ويقاتلون شعبنا اليوم.
تعليق