تظهر الصورة أكثر وضوحا يوما بعد يوم، الميليشيات الحوثية التي تدعمها تركيا تعبث فى اليمن فسادا وإرهابا، إلا أن الحقائق والأحداث والتطورات الأخيرة في اليمن، تنجلي لتكشف خفايا ما كان يدور تحت الطاولة بين الحوثيين والإخوان المسلمين، لتظهر تطورات جديدة فى مدن اليمن و محاولة السيطرة عليها والصراع فيها.
حيث تم الكشف مؤخرا عن مشروع سكني "يمن الخير"، يتم بنائه في محافظة لحج، جنوب اليمن. استقطع المشروع مساحات شاسعة من أراضي المحافظة بتمويل من منظمة خارجية تحمل اسم (IHCRO) وهي منظمة تركية مقرها منطقة السليمانية، شارع الفاتح، في إسطنبول، وتدار من قبل شخصيات دينية، ويقع المشروع بالصحراء القريبة من قاعدة العند الجوية، بمحافظة لحج.
وفي حين قال صحفيون ونشطاء جنوبيون أنَّ المشروع يهدف لـ "إسكان النازحين من محافظة تعز، شمال اليمن، وإحداث تغيير ديمغرافي في محافظة لحج الجنوبية"، قال موظفون في المنظمة أنَّ المشروع مخصص لـ"بعض الأسر الفقيرة من أبناء محافظة لحج، وليس للنازحين"
يُعرف عن تركيا بإدارتها الحالية، توظيف العمل الخيري والمنظمات الخيرية لصالح أجنداتها السياسية في المنطقة، وممارسة العمل الاستخباراتي من خلالها لتوسيع نفودها للسيطرة على بعض الدول الفقيرة و الغير مستقرة بسبب الحروب او عدم الاستقرار السياسي.
وتعتبر اليمن من أكثر البلدان التي تعزز تركيا حضورها فيها عبر بوابة العمل الخيري، والمنظمات الإنسانية، خصوصاً في مناطق وسط وشرق اليمن مثل (تعز، البيضاء، مأرب، شبوة) التي تسيطر عليها القوات الحكومية الموالية لحزب الإصلاح الإسلامي.
تغطّي "المشاريع الخيرية" التي تتبناها منظمات مدعومة في تركيا نشاطاً مشبوهاً، تزامناً مع تحذيرات من تزايد الدور التركي في اليمن، وتمويل تركيا للميليشيات المسلحة المتطرفة الموالية للإخوان المسلمين، بالأموال والأسلحة.
ويحذّر نشطاء من عمليات تغيير ديموغرافية لطبيعة المدن الكبرى في جنوب اليمن، مع استمرار تدفق النازحين والمهاجرين، الذين يشكلون أحد أبرز الأزمات التي تواجه جنوب اليمن.
ما يحدث في اليمن حاليا كشف لنا بوضوح أن بعض المنتمين للشرعية و المواليين للاخوان و منهم مسؤولين وإعلاميين ناقمون على السعودية بنكران فضلها وتوجيه التهم لها، و الدعوى على شن هجمات عسكرية متلاحقة على السعودية متناسيين انها بلاد الحرمين ، هذا ويشكل الجانبان الإخوان المسلمين والميليشيات الحوثية سياسة براغماتية تجيدها جماعة الإخوان حيث يرتدي "الإصلاح" أكثر من قناع، ويتعامل بوجوه عدة مع الصراع الدائر بين القوات اليمنية الشرعية والتحالف العربي من جهة، وميليشيا الحوثي التي تحظى بدعم من تركيا و ايران.
ولم يعد سرا التعاون بين جماعة الإخوان المسلمين والميليشيات الحوثية، فقد كشفت تصريحات قيادات في ميليشيا الحوثي، في أكثر من مناسبة وجود علاقات أوجسر تواصل وقنوات مفتوحة مع حزب الإصلاح، وهو ما يؤكده هدوء الجبهات التي يقودها الإخوان في مأرب وتعز وكذلك جبهة نهم في صنعاء.
تعليق