لم يعد التحكم في الأسلحة بالأفكار خيالاً علمياً، بل هو قيد التطوير الآن من خلال الجيل المقبل من التكنولوجيا العصبية غير الجراحية التي تعمل عليها وكالة "داربا" الدفاعية التابعة للبنتاغون.
تعتمد هذه التقنية على فكرة حقن كمبيوتر دقيق للغاية في مجرى الدم لجندي وتوجيهه بمغناطيس ليصل إلى مناطق معينة من دماغه، ثم من خلال التدريب يمكن للجندي التحكم في أنظمة الأسلحة على بعد آلاف الأميال.
لكن هذه التكنولوجيا تثير أسئلة أخلاقية حول أخطار قرصنة الدماغ وسرقة المعلومات والتحكم في السلوك، وهل يجب استخدامها لكبح أو تعزيز مشاعر معينة؟ وما هو تأثيرها في الهوية الشخصية والصحة العقلية لمستخدميها؟
قبل أعوام، مكنت شركة "باتيل" الأميركية، رجلاً مصاباً بسكتة دماغية وشلل رباعي من تحريك يده مرة أخرى باستخدام أفكاره فقط من خلال استعمال تقنية تسمى "واجهة الدماغ والكمبيوتر" المعروفة باسم "بي سي آي"، وهو نظام يربط الدماغ البشري بجهاز كمبيوتر للسماح للأشخاص بالتحكم في الآلات عبر أفكارهم، ومن خلال فك تشفير إشارات الدماغ ونقلها إلى جهاز خارجي لتنفيذ الإجراء المطلوب، لن يحتاج المستخدم سوى إلى التفكير في ما يريد القيام به وسينفذ الكمبيوتر ذلك نيابة عنه.
ويجري حالياً اختبار واجهات الدماغ والكمبيوتر على الأشخاص الذين يعانون اضطرابات عصبية عضلية شديدة لمساعدتهم في استعادة الوظائف اليومية مثل التواصل والحركة، بحيث يمكن للمرضى تشغيل مفتاح الضوء من خلال تصور الإجراء واستخدام واجهة دماغ كمبيوتر في فك تشفير إشارات دماغهم ونقل الأوامر إلى مفتاح الإضاءة، كما يمكن للمرضى التركيز على أحرف أو كلمات أو عبارات محددة على شاشة كمبيوتر، فيمكن لـواجهة الدماغ والكمبيوتر تحريك المؤشر لتحديدها واختيارها.
لكن هذه التكنولوجيا التي تعتمد على أجهزة مزروعة في الدماغ أو يمكن ارتداؤها وجدت طريقها إلى خارج المجال الطبي، إذ يستكشف الباحثون هذه التطبيقات في مجالات عدة، بما في ذلك الألعاب والواقع الافتراضي والأداء في الفنون المختلفة والتحكم في طائرات الدرون ومراقبة الحركة الجوية.
تعليق