السبت، 30 سبتمبر 2023

شربل

الإخوان المسلمين .. تفكيك إشكاليات الموقف من التطرف والإرهاب

شربل بتاريخ عدد التعليقات : 0

الاخوان و الارهاب

تعد العلاقة ما بين جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، إحدى الإشكاليات المطروحة اليوم، والتي تثير طيفا واسعا من التساؤلات، خاصة بعد التطورات التي شهدتها "الظاهرة الإسلاموية" عبر محطات تاريخية مفصلية، بدأت بسيطرة الإسلام السياسي الشيعي على الجمهورية الإيرانية بعد إسقاط الشاه عام 1979، وبالتزامن انطلقت الحرب الأفغانية بين المقاتلين الأفغان ومعهم ما عرف بـ"الأفغان العرب" ضد "الاتحاد السوفيتي".

وتلك الحرب التي اتخذت عناوين "الجهاد الإسلامي" في مواجهة "الشيوعية والإلحاد"، ومن ثم ظهور تنظيم القاعدة، وتنفيذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001، ثم صعود تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، وتمدده في أوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، وشمال وغرب وشرق أفريقيا؛ بمستويات متباينة.

وقد أدى صعود التنظيمات الإرهابية مثل تنظيمي داعش والقاعدة، وقدرتها على توظيف الجوانب التكنولوجية وخدمات الإنترنت، أن نفذت استراتيجيات عززت من قدراتها على الاستقطاب والتجنيد والتدريب والدعم اللوجستي، لتسيطر في نهاية المطاف على المشهد الإسلاموي على حساب جماعات الإسلام السياسي، وهذه الأخيرة تعاملت مع المد "السلفي الجهادي" عبر محطتين:

استثمار حاجة الغرب للبحث عن بديل "إسلاموي" للتنظيمات الإرهابية يمكن التفاعل معه، حيث قدم الإخوان المسلمين أنفسهم بوصفهم التنظيم الأقدر على ضمان مصالح الغرب، والبديل الموضوعي للتنظيمات الإرهابية.

وتمثلت بـاختطاف ما يُعرف بـ"الربيع العربي" في ظل حالة الفوضى وتصاعد الإرهاب، وعودة مرجعيات "المسجد والقبيلة" التي كانت قائمة في مقاومة الاستعمار، رغم أن المرحلة لم تكن تطرح شعار "الإسلام هو الحل".

وعليه؛ ما لبثت جماعات الإسلام السياسي أن وصلت إلى السلطة في بعض الدول العربية، حتى سقطت نظراً لعدم قدرتها على التجديد بما في ذلك الفصل بين "الدعوي والسياسي"، وعجزها عن تقديم حلول واقعية على جملة من القضايا والأزمات الاقتصادية، واللبس في نظرتها حول الديمقراطية والموقف من الآخر.

وفي ظل فشل التجربة الإسلاموية، مع انحسار الإرهاب المتمثل في تنظيمي القاعدة وداعش، وسقوط الإخوان المسلمين منذ عام 2013 بعد الثورة الشعبية ضدهم في مصر، والرفض اللاحق لهم عبر صناديق الاقتراع في المغرب وتونس والأردن؛ وُضعت الجماعة في دائرة المراجعات الأمنية والسياسية، والتي تمحورت حول سؤال العلاقة بين الإخوان المسلمين مع التطرف والإرهاب.

خاصة أن العلاقة لم تعد مجرد اتهامات توجهها جهات عربية أو إسلامية للإخوان المسلمين، بل إن تحقيقات وعمليات أمنية واسعة فردية كانت أو مشتركة بين أجهزة الاستخبارات الغربية قدمت أدلة دامغة حول وجود علاقة للإخوان المسلمين على مستويين؛ فكري: من خلال ممارسة خطاب الكراهية والتطرف، وعملياتي: عبر ما تقدمه مؤسسات "خيرية" تتبع للإخوان المسلمين من تمويل للتنظيمات الإرهابية ورفدها بالعناصر، وتقديم غطاءات لها.

الإخوان المسلمين .. تفكيك إشكاليات الموقف من التطرف والإرهاب
تقييمات المشاركة : الإخوان المسلمين .. تفكيك إشكاليات الموقف من التطرف والإرهاب 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق