الخميس، 28 سبتمبر 2023

شربل

الهند هي الساحة المقبلة للفضاء الافتراضي

شربل بتاريخ عدد التعليقات : 0

الفضاء الافتراضي


أخيراً، دخل حلم الإنترنت الفضائي إلى مرحلة التحقّق فعليّاً. إذ تعاونت "وان ويب" مع شركة "إيرباص" (وهي شريكتها الأساسيّة)، في وضع ستة أقمار صناعيّة للاتصالات الفضائية من نوع "ميني ستالايت" في مدارات ثابتة حول الكرة الأرضيّة. وفي 28 فبراير (شباط) 2019، حمل صاروخ من نوع "سيوز" يعمل بتقنية روسيّة، الأقمار الستة إلى الفضاء.

 منطلقاً من قاعدة في جزيرة "غوايانا" الفرنسيّة. وبعد قرابة ساعة ونصف الساعة، وضع الصاروخ أقماره الصناعية في مداراتها. وتولت مراكز في فرجينيا ولندن (التي تضم مجموعة من شركاء "وان ويب"، خصوصاً "فيرجن")، التواصل مع الأقمار الصناعيّة بعد انطلاقها من الصاروخ.

ويتوقع أن تطلق "وان ويب" صاروخاً من نوع "سيوز" كل شهر، يحمل كل منها ما يتراوح بين 26 و32 قمراً صناعيّاً للاتصالات كي توضع في مدارات حول الكرة الأرضيّة. وبعدها، تصبح الأرض محاطة بشبكة من الأقمار الصناعيّة التي تعمل على مدار الساعة، وتصل سكان الأرض بالإنترنت.

ومع تنامي دور الاقتصاد الخاص وشركاته في الفضاء، يتوقع أن يؤدي نجاح "وان ويب" في وضع أقمارها للاتصالات، إلى إطلاق سباق واسع في ذلك المجال.

وبداية، تعتبر أقمار "وان ويب" الستة تحدّياً مباشراً لشركة "هيوز نتورك سيستمز" التي تملك مجموعة من الأقمار الصناعيّة للاتصالات، وهي موضوعة قيد الخدمة منذ سنوات. المفارقة أن شركة "هيوز..." نفسها تستثمر في مجموعة "وان ويب" وتساعدها في بناء بنيتها التحتيّة.

وتعمل شركات مثل "سبايس إكس" (يملكها المستثمر التكنولوجي إيلون ماسك)، و"ليوسات إنتربرايزس" و"تيليسات" الكندية، على صنع عشرات أو مئات من الأقمار الصناعية الصغيرة للاتصالات، ووضعها في مدارات حول الأرض، ما يجعلها منافساً شرساً لـ "وان ويب".

وثمة من يتحدث عن مشاريع مماثلة لدى شركة "سامسونغ" الكوريّة الجنوبيّة أيضاً. وسيزيد النمو في الأقمار الصناعية الطلب على خدمات إطلاق الصواريخ، إذ تعمل مجموعة صغيرة من الشركات على تطوير صواريخ صغيرة الحجم يمكنها نشر مجموعات من الأقمار الصناعيّة تكون أصغر حجماً من تلك التي أطلقتها "وان ويب"، وبتكلفة أقل أيضاً. وفي ذلك المجال، ربما تكون الهند هي الساحة المقبلة للتنافس، نظراً لما تمتلكه من خبرات في صنع صواريخ فضاء صغيرة ورخيصة وكفؤة.

يبقى التحدي الكبير هو... الدول! ومن الواضح أن الاتصال المباشر فردياً مع الإنترنت سيصبح هو الأسلوب المقبل في عمل الشركات التي تقدم خدمات الإنترنت. ولم تعد تلك الشركات في حاجة إلى ما تمتلكه الدول من سيادة وسيطرة على الجغرافيا والاجتماع والسياسة، في عملها، بل صارت تستطيع التعامل مباشرة مع جمهورها، بل فرداً فراداً! كيف تكون ردود أفعال الدول على تلك القفزة التكنولوجيّة في الاتصالات؟ سؤال ربما لا تتأخر الإجابة عنه.

الهند هي الساحة المقبلة للفضاء الافتراضي
تقييمات المشاركة : الهند هي الساحة المقبلة للفضاء الافتراضي 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق