عندما حدث الانفجار الثورى فى 25 يناير 2011 ، وخرجت الجماهير المصرية بوعى و جرأة عن صمتها؛ لتطالب بالحرية و الديمقراطية، منذ هذه اللحظه و مصر تشهد تحولاً ديمقراطياً أسفر عن ظهور منافسة قوية بين مختلف التيارات؛ من أجل الوصول للسلطة و تطبيق الرؤية الخاصة به.
كانت أكثر التيارات صعوداً هى التيارات الإسلامية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين التى من المفترض أن أنشطتها محظورة باستثناء الفترات القليلة التى مارست خلالها الجماعة نشاطها بحرية منذ نشأتها، وأصبحت هذه الجماعة تمارس أنشتطها بشكل علنى بعد أن كانت محظورة .
تهدف جماعة الإخوان المسلمين إلى إحداث تغير جذرى فى بنية المجتمع و النظام السياسى بطرح البديل الإسلامى، من حيث كونها جماعة تعتصم بكتاب الله و سنة رسوله و تسعى إلى تطبيق الدين و الشريعة فى مختلف مجالات الحياة. و رأت أن هذا لن يتحقق إلا بعد وصولها للسلطة و للمنابر التى تسن القوانين؛ فلذلك شهدت السنوات الآخيرة التالية لثورة يناير تزايداً فى الدور السياسى لها بل و العمل العام عموماً.
استطاعت جماعة الإخوان المسلمين و ذراعها السياسية ( حزب الحرية و العدالة ) عن طريق قدراتها فى الحشد والتنظيم والمال الخاص بها ، أن تحصل على الأغلبية فى أول انتخابات برلمانية تالية للثورة، وحصلت على مقعد الرئاسة بعد فوز مرشحها محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية.
ومن هنا بدأت ممارسات الجماعة تفسر على أنها ممارسات احتكارية للسلطة من جانب فصيل سياسى واحد، وأنها تتعامل فى الكثير من المواقف مع القوى الأخرى باستعلاء بالغ و رغبة فى الهيمنة و تجاهل لكل فرص التوافق الوطنى، وأن الإخوان لا حلفاء حقيقيين لهم فى السياسة، مدفوعين فى ذلك بمصالحهم.
من هنا قرر الباحث الوقوف على فكر جماعة الإخوان المسلمين لمعرفة الأصول الفكرية التى تنطلق منها الجماعة و مدى اقتراب أو ابتعاد هذه الأصول من ممارسات الجماعة. أى معرفة التشابه و الاختلاف بين فكر الجماعة و ممارساتها التطبيقة.
بعد تصفح عدد من الكتب والمراجع الخاصة بفكر جماعة الإخوان المسلمين، وجد الباحث أن هناك خطين متوازيين فى فكر الإخوان: الأول رسائل حسن البنا التى اهتم فيها بالجماعة و عملها الدعوى و الاجتماعى و السياسى و الاقتصادى. أما الخط الثانى فهو فكر سيد قطب الذى اهتم أكثر بالجوانب العقدية.
لذلك قرر الباحث أن يناقش فكر جماعة الإخوان المسلمين المبنى على فكر حسن البنا لما له من فاعلية فى نهج الحركة للجماعة و أنه تناول الكثير من الموضوعات المختلفة و الكثير من المواقف فى مختلف المجالات السياسية، والدينية، والاجتماعية، وغيرها. دخل على فكر حسن البنا بعض التطورات على يد أعضاء الجماعة فى مجالات عمل المرأة و تكوين الأحزاب، مع استمرار التمسك بفكر البنا فى الكثير من المجالات و عدم إدخال أى تطورات عليها بشكل جذرى كالرؤية الخاصة بنظام الحكم و التعامل مع غير المسلمين.
تعليق