السبت، 27 مايو 2023

شربل

تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على المنطقة العربية

شربل بتاريخ عدد التعليقات : 0

الاحتباس الحراري

تفيد الدلائل بأن درجة حرارة الأرض تشهد ارتفاعا مستمرأ منذ حوالي مائتي عام. وهذا لا يتمثل في تقلبات الأحوال الجوية فحسب، بل في بعض المؤشرات الفيزيائية والبيولوجية للتغير البيئي.

وفي هذا السياق، فإن بعض العلماء الذين تؤيدهم المنظمات البيئية المعنية مثل حركة السلام الأخضر والصندوق العالمي لحماية الحياة البرية يشيرون إلى أن العديد من الأنماط المصاحبة لعملية السخونة هذه يمكن نسبتها إلى التأثير المتنامي لنشاطات الإنسان على سطح الكوكب.

وهم يتوقعون بأنه على مدى المائة سنة القادمة سيصبح جو الأرض أكثر سخونة وبشكل لم يشهد له الإنسان مثيلا من قبل. ويعتقدون بأن نسبة التغير قد تكون غير مسبوقة في تاريخ الأرض وستكون شديدة الوطأة بحيث أن العديد من الأنظمة البيئية وبعض أشكال الحياة البرية ستفقد القدرة على التكيف مع التغيرات.

ويرى العلماء بأننا إذا لم نتمكن من إبطاء وعكس عملية تراكم الغازات الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري فلن تمهلنا هذه المستجدات آلاف السنين بل سيكون أمامنا بضعة عقود فقط للتعامل مع التغيرات الجذرية في الأحوال الجوية ومنسوب البحار والتهديدات الخطيرة لصحة الإنسان.

وكذلك فإن زيادة حدوث السيول والفيضانات والعواصف والخسائر الزراعية قد تقوض الاقتصاديات العالمية، هذا بالإضافة إلى أن النباتات والحيوانات التي لا تتمكن من التكيف مع الظروف الجديدة ستكون عرضة للانقراض.
وقبل البحث في مضامين تلك السيناريوهات المروعة على منطقة الشرق الأوسط، نرى أنه من المجدي تقديم تعـــــريف دقيق لظاهرة الاحتباس الحــــراري وسخونة الجو ومن الذي يتنبأ بذلك.

يمكن تعريف ظاهرة الاحتباس الحراري بأنها عبارة عن تسخين سطح الأرض وطبقات الجو الدنيا. وتتفاقم شدة هذه الظاهرة مع تزايد كميات ثاني أكسيد الكربون في الجو.

ويسمح جو الأرض لنسبة كبيرة من أشعة الضوء المرئي الصادر عن الشمس بالوصول إلى سطح الأرض وتسخينها. ويعاود سطح الأرض إشعاع جزء من هذه الطاقة على شكل أشعة تحت الحمراء، تمتص معظمها جزيئات من ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء في الجو. ثم يحدث أن تنعكس هذه الأشعة ثانية إلى سطح الأرض على صورة حرارة.

ويتماثل هذا تقريبا مع التأثير الناجم عن ألواح الزجاج في البيوت الخضراء، التي تشع ضوء الشمس وتبثها بعيدا في حين أنها تحتبس الحرارة.

ويتسبب هذا الاحتجاز للأشعة تحت الحمراء في تدفئة سطح الأرض وطبقات الجو الدنيا ورفع حرارتها فوق المعدلات الطبيعية. ولولا ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي في الحقيقة إلى تسخين الأرض فإن متوسط درجة حرارة الأرض سيصل إلى حوالي 73- درجة مئوية.

ولو حدث هذا فسوف تتجمد حتى المحيطات في ظل هذه الظروف. وعلى الضد من هذا، فإن الأثر التراكمي لظاهرة الاحتباس الحراري ”الهارب” كذلك الذي اكتشفه العلماء على سطح كوكب الزهرة سوف يتسبب برفع درجة حرارة سطح الكوكب إلى 500درجة مئوية.

ونظرا لارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، الذي يتسبب به الاستخدام الواسع النطاق للوقود الأحفوري (الفحم الحجري، النفط، الغاز الطبيعي) فمن المرجح أن يشتد تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على سطح الأرض وأن ينجم عنها تغيرات مناخية بعيدة المدى.

ويمكن لازدياد تركيز الغازات الشحيحة الأخرى مثل الكلورفلورو كاربونات (فريونز) وأكسيد النترات والميثان الناجم بدوره وإلى حد بعيد عن النشاطات البشرية، ان يفاقم من ظاهرة الاحتباس الحراري ويزيد من حدة ما تفرزه من ظروف وأوضاع. 

تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على المنطقة العربية
تقييمات المشاركة : تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على المنطقة العربية 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق