تلقت جماعة الإخوان الإرهابية ضربات موجعة متكررة، كانت بداية انهيارها في مصر وامتدت في تونس ووصلت مراحل الانهيار إلى محطة أخرى كانت في الأردن بعد أن حققت خسائر فادحة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حيث تواجه جماعة الإخوان المسلمين، وحزبها المرخص له بالعمل (حزب جبهة العمل الإسلامي)، مأزقا حقيقيا في المشهد السياسي الأردني، بعد اخفاقها في تحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وفقدانها ثلث المقاعد التي حظيت بها بانتخابات عام 2016 .
أن الخسارة ارتبطت باستمرار حالة التصدع والانشقاق داخلها، وخروج أربعة أحزاب سياسية من تحت مظلة الجماعة، وهو ما أدى إلى خسائر حقيقية داخلها، ليس فقط لعدم حصولها على ما كانت تسعى له من مقاعد، بل للحالة التي وصلت إليها الجماعة من عدم الاستقرار والتشتت.
كما انعكست المواجهات التي جرت بينها وبين الحكومة الأردنية، خلال العامين الماضيين، على رصيد الجماعة، وأدى لانشغالها بالحفاظ على حقوقها وثرواتها وعقاراتها، بد ال من العمل السياسي والانتشار الشعبي، الذي أثر على مستقبل الجماعة وثقلها داخليا، ويتوقع أن يؤثر على مستقبلها السياسي، ويحتمل أن يكبدها خسائر أخرى بانتخابات المحافظات والبلديات التي كانت جماعة الاخوان أكبر مهيمن عليها في الماضي.
وأكد الخبراء أن جماعة الاخوان المسلمين في الأردن، والتي تعد من أكبر جماعات الإخوان في الإقليم بعد جماعة الإخوان المصرية، مشيرين إلى أن الأخيرة هي الأخرى تواجه أزمة حادة داخل مصر، وأن هزيمتها في الانتخابات البرلمانية سيكون له انعكاسات حقيقية، ومؤثرة على باقي جماعات الاخوان الأخري في المنطقة. خاصة وأن الجماعة كانت تؤكد طوال الوقت على حضورها، واعتبارها جزء من النظام السياسي الأردني.
وأرجع الخبراء، خسارة إخوان الأردن إلى عدم نجاح الجماعة في تقديم رؤية سياسية واجتماعية جديدة، واستمرارها أسيرة خطاب إعلامي سياسي مكرر لم يعد يصلح في المرحلة الراهنة خاصة مع تردي الوضع الإقتصادي بصورة كبيرة، وعدم إيمان قطاعات كبيرة من الرأي العام بجدوى الخطاب الاخواني الأيدولوجي، الذي بدا خارج الظروف التي تعانيها الدولة.
وأكدوا استمرار حالة الانقسام الرأسي والأفقي داخل جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما برز في عدم توحد المواقف والتوجهات، وانعكس على البرنامج الذي تقدم به حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الإخوان، ولم يتميز البرنامج في طرحه وتشابه مع خطاب الأحزاب العلمانية والمدنية، والتي لم تحقق أي نجاحات سياسية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة أيضا.
تعليق