السبت، 22 يوليو 2023

شربل

تأثير جماعة الإخوان المسلمين على القاعدة وداعش وإيران

شربل بتاريخ عدد التعليقات : 0

الجماعة الارهابية


أصدر برنامج مناهضة التطرف البريطاني تقريرًا في يناير الماضي عن تأثير جماعة الإخوان المسلمين على كل من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش وكذلك إيران. ويدور التقرير بشكل واضح حول الأيدولوجية المشتركة بين هذه التنظيمات والجماعة “الأم” (جماعة الإخوان المسلمين) على حد وصف التقرير، رغم الاختلافات الظاهرة في الاستراتيجيات المتبعة في كل تنظيم على حدة. حتى إيران التي تتبع المذهب الشيعي المقابل للمذهب السني الذي تقوم عليه الجماعة، فإن الأخيرة وخاصةً كتب سيد قطب كان لها تأثير كبير على المنهج والأفكار التي قامت عليها الجمهورية الإسلامية في إيران. 

وفقًا لما جاء في التقرير، فإن العلاقة بين الجماعة وتنظيم داعش تبدو في ظاهرها متوترة، حيث ازدراء داعش العلني للإخوان ووصفهم بالسرطان المدمر الذي يولي وجهه نحو الديمقراطية وليس إلى الله، إلا أن أهدافهم مشتركة وعدوهم واحد. ويوضح التقرير أن الجماعة تنتمي للفكر السلفي غير الجهادي وتروج لموقفها المناهض للعنف في المجال العام.

وذلك في محاولة الفرع الرئيسي في مصر الحصول على حق العودة للحياة السياسية في السبعينات القرن الماضي. وعلى الرغم من هذا الموقف الرسمي إلا أن الجماعة دعمت سياسات العنف لحماس، ذراعها في فلسطين. غير أن هذا النهج لم يدم طويلًا، حيث تحولت الجماعة إلى الممارسات العنيفة منذ سقوط حكومتها في مصر في 2013. 

وأضاف التقرير أنه لطالما اعتمدت عناصر التجنيد في التنظيمات الإرهابية التي تستقطب الشباب على المنهج والمراجع الدينية للجماعة في برامج التلقين الديني التي يخضع لها المُجندون الجدد، والتي تسهل تحول هؤلاء إلى التنظيمات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسهم القاعدة وداعش. حيث مر العديد من أعضاء هذه التنظيمات أولًا بالجماعة كمحطة أساسية قبل التحول للفكر السلفي الجهادي وتنظيماته. ويأتي على رأس هذه القائمة القائد الداعشي أبو بكر البغدادي. 

فأبو بكر البغدادي القائد الداعشي الذي نصب نفسه خليفة، تنقل بين التنظيمات الإسلامية الثلاثة. حيث تحول من سلفية الإخوان إلى السلفية الجهادية للقاعدة قبل أن ينفصل عنها ويكَون تنظيم الدولة الإسلامية. ويستعرض التقرير الخلفية الاجتماعية وظروف انضمام البغدادي إلى هذه التنظيمات منذ التحاقه بجماعة الإخوان المسلمين أسوةً بعمه “إسماعيل البدري” وأخيه “جمعة” في المرحلة الجامعية (جامعة صدام للدراسات الإسلامية). وعلى الرغم من ابتعاد الموقف الرسمي للجماعة عن العنف ووصف البغدادي لها بأنها جماعة “أقوال لا أفعال”، إلا أنه استطاع أن يجد في المراجع الإخوانية البعد الجهادي الذي كان يرنو إليه، ما أهَله للتحول إلى تنظيم القاعدة.

وسرد التقرير محطات هذا التحول على النحو التالي. بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003 شكّل البغدادي الميليشيا السنية المسلحة “جماعة جيش أهل السنة والجماعة”. ثم بعد ذلك تم اعتقاله في معسكر “بوكا” الأمريكي في العراق، حيث تواصل مع عدد من السجناء الذين شكلوا بعد ذلك قوام تنظيم داعش. بعد خروجه قاد تنظيم القاعدة في العراق.

ليتحول بعد ذلك اسم التنظيم إلى الدولة الإسلامية في العراق في 2010. في أبريل 2013 أعلن التنظيم الأخير بشكل منفرد مبايعة جبهة النصرة الأمر الذي لاقى اعتراض قائد الجبهة “أبو محمد الجولاني” و”أيمن الظواهري” قائد القاعدة. وفي 2014 أعلن البغدادي نفسه خليفة المسلمين وقيام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. 

ويعرض التقرير أمثلة أخرى عبرت إلى التنظيمات الجهادية عبر البوابة الأيدولوجية الإخوانية للدلالة على أن البغدادي ليس الحالة الأولى والأخيرة. ومنها “حسين مصطفى بري” التركي الذي لم يستكمل دراسته الجامعية وتم تجنيده على يد الداعشي ذو المظهر المتطرف “إبراهيم أسامة” على ضوء ما نقله التقرير عن “حسين بري”. 

واستطرد المقال نقلًا عن الأخير أن “إبراهيم أسامة” اعتمد في أول شهرين من مرحلة تأهيل “بري” على أهم المراجع الأيدولوجية للجماعة وعلى رأسها كتب سيد قطب وهو ما لاقى استحسانًا لديه. غير أنه بدأ يخبره عن تنظيم داعش بعد مضي بضعة أشهر، ما أدهش “بري” كثيرًا لما يعرفه من تكفير داعش للإخوان المسلمين. غير أنه فُتن بالفكر الجهادي وأخبر “أسامة” برغبته في الالتحاق بالتنظيم. وبالفعل تولى الأخير تفاصيل عبوره إلى الدولة السورية في سبتمبر 2014. وهناك انضم إلى وحدة تركية تم إرسالها لمحاربة وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة تل أبيض بسوريا.

وأشار التقرير أن القوات التركية قامت بإلقاء القبض على “بري” في يونيو 2015 أثناء محاولته الهروب من القتال والرجوع إلى تركيا متسللًا مع اللاجئين السوريين بعد هزيمة داعش على يد القوات الكردية في المنطقة. 

أما فيما يخص الأهداف المشتركة بين جماعة الإخوان وتنظيم داعش، أوضح التقرير أن كلا التنظيمين قد اتفقا على عدو واحد منذ 2013 وهو النظام المصري بعد سقوط حكومة الإخوان، وانخراط الجماعة في أعمال إرهابية تستهدف القوات المسلحة المصرية خاصةً بعد حظر الجماعة وإعلانها جماعة إرهابية في مصر.  كذلك أعلن تنظيم داعش معاداته للنظام المصري ومسؤوليته عن تحطم الطائرة الروسية في سيناء عام 2015.

تأثير جماعة الإخوان المسلمين على القاعدة وداعش وإيران
تقييمات المشاركة : تأثير جماعة الإخوان المسلمين على القاعدة وداعش وإيران 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق